المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
26/03/2008 06:00 AM GMT
نصوص قصائد مي مظفّر سَفَر في الغياب، من خلال محطات صغيرة تسلم لمحطات أخرى، في ما يشبه قطاراً تركب فيه الشاعرة وتنظر من خلال النافذة، الى انطواء الحقول والمنازل والقرى أمام عينيها، وما الذي يبقى إذن، سوى اشارات من الراحلين، واستغاثات للذكرى، وطلب للعودة، من حيث لن يعود الموتى ولن تنفتح القبور عن ساكنيها... لتقوم القيامة. القيامة فقط في القصائد، والعائدون من أقصى البحار، لا يعودون إلا كأشباح وهم:
إنهم يأتون من أقصى البحار وينادونك من عمق المدى يقظ أنت...ولكن مغمض العينين، تصغي لرعود دمّرت من حقلك الفضيّ أغلى ما لديك قمراً سامر ليلاً خلوتك
قراءة مقاطع وقصائد «من تلك الأرض النائية» لمي مظفّر، تسربل الذات بغلالة سوداء شفافة من حزن، ليس صاعقاً وقتّالاً في كل حال، بل هو مُعدٍ، أي أن الشاعرة استطاعت أن تسرّب الينا أحزانها الخاصة، لتغدو وكأنها أحزاننا الخاصة... وذلك من خلال قدرتها على تقديم صورة للرحيل أو الغياب، محمولة على المفارقة، من جهة، وعلى الذاتية من جهة ثانية.
محمد علي شمس الدين
صحيفة الحياة 27/1/2008م
|