المقاله تحت باب أخبار و متابعات في
27/09/2008 06:00 AM GMT
اخذت الحركة تدب مرة اخرى، في الاوساط الثقافية بشكل عام والتشكيلية خصوصا، بعد ان اصبح الاستقرار الامني النسبي، حقيقة واضحة يمكن خلالها ممارسة المؤسسات الرسمية والمدنية منها
لادوارها الحقيقية والخروج من حالة الركود والانتظار المضني الذي عانته طوال فترة الانفلات الامني السابق. بدأت اولى النشاطات في جمعية التشكيليين العراقيين، حين اعلن عن تشكيل تجمع النحاتين العراقيين، ضمن الجمعية المذكورة، واصدار بيان تأسيسي يحدد افاق ورؤية هذا التجمع، ويعكس تصور الفنانين العراقيين للمرحلة المقبلة من حياة العراق الثقافية واستعداد النحاتين لرفد المدن العراقية بعصارة ابداعهم وعطائهم الفني. وقد تزامن ذلك مع تبلور رؤية شاملة لدى المعنيين في امانة بغداد، في ضرورة الاهتمام الجدي بتغيير صورة العاصمة، واكسائها بحلة خضراء زاهية، واقامة التماثيل والنافورات التي سوف تعكس الصورة الحقيقية لبغداد بعد ان مرت عليها سنوات من الاهمال. ولكي تنظم عملية تكليف الفنانين بتلك المشاريع التي من المؤمل اقامتها واختيار النماذج التي سوف تقدم بادرت دائرة الفنون في وزارة الثقافة بوضع صيغة متقدمة للتنسيق مع امانة بغداد، ووضع الاسس المناسبة لضمان انسيابية تلك العملية التي تثمر عن وصول خبرة الفنان العراقي الى الساحات والشوارع. آراء وحسب رياض الهنداوي معاون مدير عام دائرة الفنون في وزارة الثقافة فقد تم تشكيل لجنة خاصة بالنظر في النصب والتماثيل لساحات وكورنيشات بغداد، وتسهم الدائرة بصفة معاون فني، ضمن تلك اللجنة التي تعتمد اعضاء تجمع النحاتين في جمعية التشكيليين العراقيين ضمن تكوينها الجديد، وقد عملت الدائرة على تحديد موعد للقاء مرتقب بين امين بغداد ومجموعة من النحاتين مع تصوراتهم وتخطيطاتهم للخروج بصورة واضحة، عما ستكون عليه حالة العاصمة في السنوات القليلة المقبلة. تلك العلاقة من التشاور وتبادل الاراء والافكار، تجنب عاصمتنا الكثير من الممارسات غير المناسبة التي كانت تصدر عن غير المختصين، مثل طلاء التماثيل البرونزية بالوان غير لائقة واختيار الالوان غير المتماشية مع التصاميم المعمارية في شوارع بغداد، خصوصا تلك القديمة منها، التي تحتاج الى نظرة فنية متكاملة كالتي تحصل الان في شارع المتنبي واعادة اعماره وتأهيله من جديد، فقد اتقن العمل في ذلك المشروع بحيث اعيد للابنية القديمة بريقها ورونقها وكانها تبنى من جديد، تلك هي ثمرة التعاون والتنسيق الصحيح بين جهات الاعمار والمختصين بالفن والمعمارين، وقد حدث مثل ذلك حين اشتدت الحاجة الى ترميم نصب الحرية الخالد، بعد ان وجد ما يمكن ان يعرضه للخطر، وكذلك جدارية فائق حسن في المكان نفسه. آفاق بعد ان حظيت دائرة الفنون بدعم من مجلس الوزراء في ان تاخذ دورها وتمارس اختصاصاتها لابداء الراي في كل ما يتعلق بالجانب الفني وحصر ذلك الشان بالدائرة ذاتها، استعدت لممارسة هذا الدور بمنهج يغطي اشهر السنة الحالية وما بعدها ـ فحسب رياض الهنداوي ـ قامت الدائرة بالمشاركة في الاسبوع الثافي العراقي الذي اقامته وزارة الثقافة مطلع العام الحالي في الجزائر بمعرض تشكيلي ضم مجموعة من الاعمال الفنية المتنوعة. كذلك شارك ضمن اسبوع ثقافي اخر في طهران، بمعرض تشكيلي ونستعد حاليا لاقامة معرض للبوستر بمناسبة يوم السلام العالمي من المقرر افتتاحه نهاية الشهر الحالي. وعن المشاريع المستقبلية يتحدث الهنداوي عن وجود تنسيق بين جمعية التشكيليين العراقيين والدائرة لوضع برنامج لمعرض تشكيلي عراقي شامل ضمن اسبوع ثقافي يقام في باريس. وداخليا تعمل الدائرة حاليا على اقامة معارض لفروع الجمعية المذكورة في المحافظات، وذلك على قاعات مركز بغداد للفنون، لاتاحة فرصة العرض لفناني تلك المحافظات في العاصمة. وهناك فكرة جديدة ضمن المشاريع التي تتبناها دائرة الفنون، وهي العمل على اقامة معرض لمدرسي وطلبة معهد الفنون الجميلة المتميزين، في خطوة لجعل المعهد وخريجيه في الطريق الصحيح، وتحت اضواء الاهتمام الاعلامي. استعدادات ونشاطات تتيح للانسان العراقي ان يعيد بناء بلده، بعد ان خرب ودمرت اكثر مرتكزاته الحضارية التي بناها اسلافه. والفنان في مقدمة الركب المستعد لمرحلة الاعمار وبناء الوطن برؤية جديدة مشرقة تعيد لحضارتنا وجهها المشرق.
|