كلكامش في المتحف الوطني للآثار في لايدن

المقاله تحت باب  أخبار و متابعات
في 
30/01/2009 06:00 AM
GMT



 
 ساء يوم 1/27/ 2009أفتتح السيد سيامند بناء سفير جمهورية العراق في لاهاي ، المهرجان الثقافي الفني الهولندي العراقي بالتعاون بين السفارة و متحف Rijksmuseum van Oudheden في مدينة لايدن . بمشاركة الفنانين التشكيليين الهولنديين والعراقيين المقيمين في هولندا، واشهرهم الفنانة العالمية ، Gerti Bierenbroodspot بالأضافة الى Piter Schenk , Astrid Engels , Ad Arma , Toon den Heijer , Andre Vranken ، والفنانين العراقيين قاسم الساعدي ، عفيفة اللعيبي ، محمد قريش ، پالا صالح ، گولر مصطفى ، گوران رشيد و فرقة اوركسترا امستردام الهولندية بقيادة الموسيقارالشهير مرلين توالفهوفن ومشاركة الفنان العراقي ستار الساعدي .
بدء المهرجان بكلمة السيد السفير ومن ثم كلمة المدير العام للمتحف السيد Wim Weijland ، وبعدها القى السيد Van Eekelen وزير الدفاع السابق والمرشح لرئاسة جمعية الصداقة الهولندية العراقية والتي عملت السفارة عليها طوال السنين السابقة ، كلمة بهذه المناسبة .
حضر أفتتاح المهرجان مايزيد على 250 شخصية من السفراء المعتمدين في لاهاي وكبار الشخصيات الرسمية الهولندية ورؤوساء المنظمات والجمعيات والأحزاب والفنانين الهولندية بالأضافة الى أكثر من 20 شخصية عراقية من ممثلي الآحزاب ومنظمات المجتمع المدني وأبناء الجالية العراقية في هولندا من الناشطين في المجال الثقافي والفني.
وفي سياق ذات المهرجان يستضيف متحف رايكس اودهيدن، المتحف الوطني للآثار، في مدينة لايدن الهولندية أعمال ستة من الفنانين العراقيين وستة من نظرائهم الهولنديين في مهرجان الفنون العراقي- الهولندي الذي افتتح أمس، في احتفالية مشتركة. يستمر المهرجان حتى الثامن من شهر شباط/فبراير.
 
كلكامش

ساد جو حفل الافتتاح روح التراث العراقي وحضارة وادي الرافدين، فكان كلكامش حاضرا في موسيقى ذكريات كلكامش التي صاحبه فيها ضابط الإيقاع ستار الساعدي (1967)، وحركت أنغامها الرائعة راقصة الباليه الهولندية كارن فان دي كوب.

وعزفت العديد من الألحان الفولكلورية، والألحان الحديثة التي تعبر عن بغداد وشوارعها مثل سمائي بغداد، قطارات: التي تعبر عن كثرة الرحيل والمحطات، وأمة: التي تعبر عن حلم مكونات الشعب العراقي للتحول إلى امة واحدة وصاحب هذه المعزوفات الموسيقية ضابط الإيقاع صفاء الساعدي (1973). وشاركه ضابط الإيقاع الهولندي، مارلاين توالفهوفن، في بعض المعزوفات التي تخللت الحفل. توالفهوفن مهتم بالموسيقى الشرقية وحاصل على عدة جوائز.

فلكلور

ولم يخل الحفل الافتتاحي للمهرجان من الأغنية الفلكلورية العراقية المعروفة "طالعة من بيت أبوها... رايحة لبيت الجيران" للمطرب العراقي ناظم الغزالي. أدت هذه الأغنية، المغنية العراقية بيدر البصري بصحبة ألين جورج وكوهير الهولنديتين. قالت البصري إن "المغنيتان الهولنديتان كانتا قد تدربتا لشهور طويلة لأداء هذه الأغنية وإتقانها بالعربية."
وقد ادى الثلاثة معا أيضا الأغنية الفلكلورية "فوق النخل" مع الفرقة الهولندية التي كانت تردد خلفهم كلمات الأغنية. كان المشهد مثيرا حقا، مجموعة من الهولنديين يغنون باللغة العربية.

مبادرة عراقية
المهرجان العراقي -الهولندي للفنون هو مبادرة عراقية بحت بادر بإطلاق فكرتها السفير العراقي لدى هولندا سيامند البنا بهذه الفكرة ودعا جامعة لايدن والمتحف الوطني للآثار للتعاون. يقول سيانمد البنا: "هدفنا من هذا المهرجان هو أننا يجب أن نتذكر الماضي ونعيش من اجل المستقبل. وأن والعراق ليس بلد الخراب والقتل بل هو بلد الحضارة وبلد التراث والإنسانية."
وعن التعاون الهولندي يقول السفير العراقي:"لم تكن هولندا المأوى الآمن للعراقيين فقط، بل منحتهم المجال لإقامة المعارض الفنية ومعارض الكتب. لقد أعطتنا إدارة المتحف هذه القاعة لمدة عشرة أيام لتشجيع الفن العراقي."
 
تبادل ثقافي

جميع المشتركين من الفنانين العراقيين قدموا إلى هولندا كلاجئين قبل بضع سنوات. وجود هذه الثلة من الفنانين في معرض مشترك هو "دليل على تنامي التعاون الثقافي بين هولندا والعراق" حسب قول ستيف سخاينلك المتحدث الرسمي باسم المتحف. فقد "توافدت مجموعة من الطلبة العراقيين إلى جامعة لايدن من كردستان العراق للدراسة في قسم الآثار، سيستمر هذا النوع من التعاون، وقد يؤدي في المستقبل إلى إرسال بعثات هولندية للتنقيب عن الآثار إلى العراق"، حسب المتحدث سخاينلك.
 
الفنانون

ضم المعرض أعمالا فنية لعفيفة لعيبي، قريش، كولر مصطفى، بالا صالح، كوران رشيد وقاسم الساعدي من العراق، ومن هولندا: بيتر سخينك، استرد انكلز، آد آرما، تون در هاير، خيرتي بيرنبرود سبوت وأندريه فرانكن.
يقول بالا صالح (1965)، الذي يستخدم في لوحاته الألوان المائية ومادة السيراميك أيضا،:"رسالتي في المهرجان أن الفنان العراقي ليس مشغولا فقط بالحرب والبؤس بل هناك أيضا جانبا أخر يشغله وهو الفن الذي يتميز به العراق. ولهذا أجد أهمية أن نشارك نحن ونظرائنا الهولنديين في احتفالية كهذه."
 
كسر العزلة

اما الفنان العراقي كوران رشيد مشاركته فيقول "الفنانون الهولنديون يمتازون بالبساطة رغم عظمة أعمالهم. يمتازون بالعمق في الإحساس وأعمالهم الفنية تتميز بالكثير من التجريد. أتفاعل شخصيا مع قسم من الأعمال الهولندية لأنها قريبة من أعمالي وقريبة لروح الشرق."
يشعر رشيد أن وجود الفنان الهولندي بجانب العراقي في مناسبة كهذه "يكسر العزلة ويفتح قنوات للتفاهم بين الفنانين العراقيين والهولنديين وهي خطوة نحو العالمية."
اما بيتر سخنك، الفنان الهولندي، فانه يشعر أن مشاركته تأكيد على أن هناك "علاقة بيننا وبين الشرق الأوسط، وهذا المهرجان تأكيد على وجود هذه العلاقة.

العراق الجنة 

يجد سخينك ان العلاقة تظهر بجلاء من خلال "تعاوننا في العمل الفني المشترك، لقد عملت في السابق مع الفنان العراقي قريش بمشروع مشترك ومن هناك فكرنا في البحث عما هو مشترك ومتمايز في أعمالنا.. في الحقيقة ليس ثم خلاف كبير غير اللغة ولم يكن هنالك تباين في الإحساس الفني، وهذا ما أجده مهما جدا."
وعندما وجهت له سؤالا عن الصورة التي يحملها في ذهنه عن العراق أجاب بالقول:"الصور التي رأيتها تعكس ثقافة عرفت التجريد في وقت مبكر، هنا في أوربا كان التشخيص هو السائد. هناك يستخدم الفنانون اللغة والخط. هذا ما يمكن أن نتعلمه من الفن العراقي. بالنسبة لي يرتبط العراق برموز مثل ملحمة كلكامش وحضارة وادي الرافدين وهذا هو منبع الفن. كان العراق حينها الجنة بعينها."
أنتهت مراسيم أفتتاح المهرجان في الساعة السابعة والنصف مساء وسيستمر المعرض لغاية يوم الجمعة المصادف 6/2/2009 والدعوة عامة للجميع لزيارة المعرض على العنوان الآتي :
الجدير بالذكر أن السيد السفير أكد من خلال كلمته على ان العلاقات الثقافية بين العراق وهولندا وتعريف الشعبين بتراث وحضارة الأخر هو من أولوياته ويأمل أن يتعرف الشعب الهولندي عموماً على الوجه الحضاري والتراث الغنيّ للعراق . وأن هذا المهرجان حلقة من سلسلة لنشاطات السفارة بدأت 2005.