المقاله تحت باب في الموسيقى والغناء في
05/09/2009 06:00 AM GMT
فاضل عواد .. هذا الاسم الجميل في الاغنية العراقية ، لا يذكر الا وتنهمر على القلب تلك الرومانسية المعطرة بالصوت العذب المفعم بالحنين ، فمن لا يستمع الى (يا لجمالك سومري ونظرات عينك بابلية) ولا يطرب ، او الى (اتنه اتنه ، شكد تنيت وما اجيتي) او (حاسبينك مثل رمش عيونه) او(اشكر بشامة يا بو ابتسامة) او (ضوه خدك مدري ضوه الكمرة) و ( يا نجوم صيرن كلايد يا كمر شذرة) والعديد من الاغاني التي التصقت بالذاكرة الجمعية للناس وامتلكت الاحساس واحترمت الذوق ، وكانت رائحة المشاعر النبيلة تفوح من ثناياها ، فاضل عواد .. الغائب لسنوات طويلة كان قد عاد الى وطنه والى الغناء الذي منع منه هو وجيله ، ولكنه راح يتأمل الساحة ولا يشارك الا في المناسبات التي يكون فيها علامة فارقة ، مع فاضل عواد .. المطرب الجميل اجرينا حوارا هذا نصه .
* اين فاضل عواد الان ؟ - انا في قلوب من يحبني ويسأل عني من الصادقين والمخلصين .
* اقصد .. اين انت في عالم الغناء والموسيقى في الوقت الحاضر ؟ - قبل مدة ألفت ولحنت وصورت اغنية (ليش تبجي) وهي تفصح عن معاناة المغتربين والمهجرين وقد بثت على شاشة (الحرية) عدة مرات ، وكذلك قدمت لـ (العراقية) اوبريتا واغنية شعبية وقصيدة غنائية وتركت للقناة اختيار من يلحنها ويغنيها .
* لماذا لا تعود بقوة الى الساحة الغنائية ؟ - حتى لو عدت ، فمن يبث اغنياتي الجديدة ، واكثر القنوات تشجع الاغاني القصيرة السريعة المرافقة للرقص الغجري المرفوض شرعا واجتماعيا .
* هل تعتقد بانتهاء الاغنية السبعينية ؟ - لو كانت منتهية لما سألتني عنها ، فالذهب الخالص لا يصدأ مهما طال الزمن ، ولو كان ذلك يحدث في عالم الفن لما تكلمنا عن الشعر الجاهلي وامرئ القيس وطرفة وعنترة ، فالاصالة باقية ما بقيت الاصول لانها متصلة بوجدان الجمهور ، فمتى انتهى عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد ، فما زالت الاجيال تقلدهم وتفتخر بالغناء لهم ، لهذا فالتحفة الجميلة لا يستغني عنها اصحاب الذوق الرفيع ، فكيف يستغني عن الاغنية السبعينية والتي تعد عمودا من اعمدة الفن العراقي الذي لا ينكر .
* ما الازمة التي تعاني منها الاغنية العراقية برأيك ؟ - ازمة تدعى الانفلات الفني ، والسبب في ذلك هي القنوات التجارية المنفلتة التي لا تحترم القيم الدينية والاعراف الاجتماعية ، وليس همها الا الحصول على المادة من اي باب كان ، فالازمة عالمية وعربية وعراقية ، اذ كل شيء يخضع للتسعيرة والفائدة التجارية ، بعد غياب اللجان الفاحصة للكلام واللحن والصوت ، فلا تستطيع الان اي دولة السيطرة على الذوق العام لوجود (الستلايت) ومئات القنوات الفضائية ، ومن ذلك العفريت القادر على لجم هذه القنوات المدمرة للاخلاق والسلوك الانساني ، فالغناء اتصل بحركات جسدية مخالفة لكل القيم ، والعاقل من اتعظ وابتعد عن هذا الرخص والابتذال ، والتزم بمبادئه واخلاقه .
* هل صحيح ان هذا الجيل الحالي من المغنين لم يبق للجيل السابق فرصة للظهور ؟ - من حيث التقديم والخضوع لما تريده القنوات الفضائية فهذا صحيح ، لاننا نرفض ما تطمح له الفضائيات من غناء يعتمد على الحركة الجسدية المخالفة لشروط اللياقة والشرع ، ويا لها من فرصة لا نظهر فيها بهذا المظهر المؤلم المدمر لكل القيم الذي لاينسجم مع اخلاقياتنا واعرافنا .
* ما الذي يحزنك ؟ - يحزنني موقف الدولة السلبي من الفنانين والمثقفين ، اذ لم تلتفت حتى الان اليهم وتنصفهم وتحفظ حقوقهم بعد ان اصبح الحرف ترابا عند السياسيين ، واقول لهم : قليلا من الانصاف ايها الاخوة ، فالفن الجميل هو بوابة الامن والسلام والطمأنينة ، فعليكم مراعاة ذلك مع الشكر .
* ما الذي يدور في خلدك وانت تعود الى الفترة السبعينية ؟ - احس بالرومانسية وصدق المحبة والمودة ، فتلك الفترة هي الفترة الذهبية المتألقة كما ذكر النقاد الاصلاء ، حتى اطلقوا على مطربي تلك الفترة فرسان السبعينيات ، ويكفينا هذا الاطراء الجميل ، انها فترة الهدوء والتواصل القلبي والفكري ، وانسجام القلوب ، لقد كان العمل جماعيا ، فالشاعر والملحن والمطرب عائلة واحدة ضمن تنافس شريف ومثمر ، وهكذا انطلقت الطاقات والمواهب المبدعة في عالم الغناء والموسيقى .
* ما الباقي من طموحاتك الان ؟ - الطموح دليل على الحيوية والامل واستشراف المستقبل ، فما زلت اطمح لعراق موحد وشعب مرفه ووحدة وطنية صادقة ، ومصالحة تلامس القلوب وتستقر في الضمائر ، راجيا الموفقية للجميع ، وعاش العراق سالما وقلبا كبيرا لكل العراقيين النبلاء .
|