عازف العود الشاب سيف كرومي : نصير شمه اهداني العود الذي اعزف عليه

المقاله تحت باب  في الموسيقى والغناء
في 
08/09/2009 06:00 AM
GMT



هاجر إلى ألمانيا برفقة والده المخرج العراقي الكبير الراحل عوني كرومي , وهو ابن تسع سنوات .

ودرس وتفوق بدراسته في المانيا حتى حصل على شهادة الماجستير في الإدارة والإقتصاد من جامعة "فرانكفورت ام ماين" العام 2009 ويعمل حاليا معيدا فيها, الا انه وكعادة ابناء الفنانيين اكتشف في نفسه موهبة العزف على آلة العود . كانت موهبة ( ربانية) وتلقائية بلا مدرسة ولا معلم.
 
لذا أحببت كثيرا أن التقي بسيف كرومي 27 سنة بعد ان سمعت عن موهبته الكثير وانه أحيا وسيحيي الكثير من الإمسيات الثقافية العربية والالمانية, أضافة الى مهرجانات وامسيات في دول أوربية عديدة , و أصدر ثلاث ألبومات موسيقية . سيف كرومي وحوار
 
بدأ حبي للعزف على آلة العود وعمري 23 عاما , حيث اكتشفت انني أؤلف معزوفات وقطع موسيقية مع أني لا اعرف شيئا عن النوتة الموسيقة , ولا اي شئ عن الموسيقى عموما في حياتي .وكان هذا بالنسبة لي أامرا روحيا (يريحيني نفسيا) وكنت أحلم أحلام يقظة أنني ستكون لي معزوفاتي وقطعي الخاصة وأشعر أن الموسيقى التي تدور برأسي متأتية من طفولتي التي عشتها في العراق والتي سمعت مايشبهها في بلدي الأم , وكثيرا ما اشعر ان آلة العود تتعلق تعلقا جينيا بنا حيث تربينا ونشأنا على سماعه , كما اشعر أننا نكمل مسيرة موسيقيينا الكبار, و ربما أرواحهم تسكننا.
 
هل أدرك والدك الراحل موهبتك هذه؟ وماذا نصحك بشأنها؟
 
حين كنت صغيرا كنت أرافق والدي في جولاته الفنية واحضر الكثير من عروضه المسرحية لذا نشأ بداخلي حب الفن والإحساس بكل ماهو فن , وحين استمع إلي والدي مرة وانا اعزف , اعجب بعزفي واندهش بآن واحد ونصحني بأن أقرأ كتب تعليم (العزف على العود بدون معلم) التي جلبها لي مع آلة العود من دول الشرق .
لذا استمريت في القراءة عن آلة العود والاستماع الى مدارس شرقية كبيرة وموسيقيين كبار مثل منير بشير, ونصير شمه ومع اني احب عزف عمر بشير الا انني تعلقت بروحانية والده الفنان الراحل منير بشير.
 
كيف تطور الأمر معك حتى صرت تعزف في الأمسيات والمهرجانات الثقافية وتوجه لك الدعوات العامة؟
 
بداية كنت اعزف في مدارس اللغات أو في دور الكتب ثم صرت افتتح المهرجانات الثقافية الشرقية.
 
هل عزفت كذلك في امسيات ومهرجانات المانية؟
 
نعم في الجامعة حيث كنت ادرس , وشاركت في مهرجانات صيفية تقيمها الجامعة لكل الطلبة من مختلف الجنسيات, وانجزت ثلاث البومات موسيقية الأول بعنوان (من النهرين الى النهرين) عام 2006, والثاني ( أحلام سومرية ) عام 2008, وهذا العام انجزت البوم (مسافر الليل) أهديته لروح والدي عوني كرومي تيمنا بآخر مسرحية اخرجها حملت نفس العنوان
 
هل ستتوقف عند تعلم الموسيقى ذاتيا؟ أم إن طموحا ت اخرى تراودك؟
 
الموسيقى سوف تبقى هواية بالنسبة لي وغذاءا روحيا , وهي سبيلي للإتصال بجذوري العراقية وبرأيي أن الموسيقى تدرس لكنها في الأساس احساس وموهبة من الله, وهناك الكثير من الأمثلة مثل الموسيقار الشهير موزارت, والبيتلز ,عازفين أخرين كثر لم يدرسوا الموسيقى ومع ذلك قدموا روائع الأعمال الموسيقة التي مانزال نستمتع بها ونتذوقها حتى يومنا هذا اقصد بكلامي هذا ان الأمر يحدث والموهبة تفرض نفسها على من يحملها
 
اثار اعجابك العازف نصير شمه .هل التقيت به؟
 
بل تربطني بالأستاذ نصير شمه علاقة صداقة والعود الذي اعزف عليه كان هدية منه, كما اني أحبه كإنسان وليس فقط كعازف والتقيت به خلال وجودي في القاهرة ، كما أني أسافر إلى المدن الألمانية التي يقيم فيها حفلاته الموسيقية ومؤخرا أحيا حفلات في آسن ونورد فستفاليا
 
أنت معيد في جامعة فرانكفورت ومديرا لمشروع في شركة خاصة للتعمير؟ومشاغل اخرى كثيرة . كيف تجد وقتا للعزف واحياء الأمسيات الثقافية؟
 
كما يقول المثل الألماني ليس صحيحا اننا لانملك وقتا نستغله بل الصحيح هو عدم استغلالنا للوقت بالشكل الصحيح,وانا أحاول جاهدا الإستفادة من وقتي قدر المستطاع لأشباع هوايتي في العزف وهوايات اخرى مثل القراءة والرياضة والسفر.
 
قلت لي ان لك اهداف كبيرة في مجال العمل حققت بعضها , فما هي اهدافك في العزف والموسيقى؟
 
انا بنيت حياتي كلها على الأحلام, والحمد لله حققت منها ما بوسعي وانا احلم بمشاريع للمستقبل لن اتكلم عنها الآن حتى تنضج وتظهر لوحدها اما الموسيقى فهي لغة القلوب والله حين خلق الأنسان اعطاه الموسيقى كلغة للحب والقلب وهي لغة التواصل بيننا وبين الشعوب والمجتمعات الأخرى , وهي التي ستعرفهم على كنوزنا وحضارتنا في العراق لأننا نرى كنوزهم وحضاراتهم عن طريق السفر.
 
أود لو تخبرني لماذا آلة العود ومالذي يميزها؟
 
العود والبيانو آلتين موسيقيتين تعتمدان  اعتمادا كليا على احساس العازف , وكذلك طبعا باقي آلات العزف المنفرد كما ان للعود عبق سحري يحمل لي ذكريات من الطفولة بل حتى روائح تذكرني بالأماكن التي زرتها ومشيت فيها في بغداد.