الناصرية تلك المدينة التي غنى لها الشعراء والمطربون

المقاله تحت باب  في الموسيقى والغناء
في 
12/09/2009 06:00 AM
GMT



الناصرية تلك المدينة التي غنى لها الشعراء والمطربون ، الناصرية التي هي امتداد لحضارة السومريين الذين عاشوا قي مدينة أور ، والتي انجبت المثقفين والشعراء والادباء والموسيقيين والسياسيين ....
ومن ابرزهم الفنان داخل حسن ، حضيري ابو عزيز ، ناصر حكيم ، جبار ونيسة ، حسين نعمة ، صباح السهل ، ستار جبار ، فتاح حمدان ، علي جودة ، والدكتور حكمت ربح .
ومن الموسيقيين الملحن طالب القره غولي ، كمال السيد ، حسن الشكرجي ، فاضل عبد الجبار والقائمة تطول ...

الناصرية قدرها الغناء الحزين الخليط بالتعازي والحسينيات والدارمي ، وغناء الأبوذية ذلك الغناء الحزين في نكهته وكلامه أشبه بغناء وموسيقى الفلامنكو الاسبانية الحزينة ...

الناصرية التي اقلقت الحكام منذ وجودها حيث كانت معروفة بكثرة تمردها على ظلم الحكام . فأمر ببنائها الوالي العثماني مدحت باشا في منخفض بين نهر الفرات ونهر ابو جداحة لكي يسهل عليه اغراقها عند تمرد عشائرها وكذلك خططها المهندس البلجيكي عام 1876 وتميزت بأستقامة شوارعها والهدف هو لغرض سهولة تحرك الجيش العثماني وقصف مواقع الثوار وتدمير تجمعاتهم وكذلك بناءها تحت منسوب المياه ...

وهي التي اكتسبت اهمية تأريخية وثقافية وسياسية في العراق وقيثارتها السومرية هي اهم أثر تركه السومريون في أور . وكانت التراتيل تؤدى من قبل المنشدين والمنشدات في معبدها ( معبد الآله أمون) اله القمر وكذلك في زقورتها . فليس من الغريب علينا أن نجد ان لمسات الثقافة والموسيقى والآدب في أبنائها الذين لهم الفضل الآكبر في الموسيقى العراقية وفي هذا المقال سأتحدث عن شخصية موسيقية مثلت العراق في أكثر من مهرجان دولي ورفعت رايته بين موسيقى الآمم ...

الفنان والاستاذ الموسيقار حسن الشكرجي هو احد الفنانين الذين خدموا الحركة الفنية الموسيقية وقدم المزيد من الاعمال والالحان الموسيقية في العراق ...

ولد الفنان حسن الشكرجي في مدينة ا لناصرية في محلة الجامع في الخمسينيات وبدأ دراسته الابتدائية في مدرسة ا لسيف وبعدها انتقل الى مدرسة الجمهورية ثم الى متوسطة الجمهورية وبعدها اكمل دراسته معهد اعداد المعلمين ثم اكمل دراسته الاكاديمية في بغداد بعد ان فتح قسم الموسيقى في اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد ، ومنذ نعومة اظافره أحب الموسيقى وعشقها، منذ بداية الخمسينات وعندما كان طالباً انتسب الى فرقة الآنشاد في المدرسة ، وبعد ان شاهدوا اساتذته ميوله الموسيقية وعشقه لها أثنوا عليه وانتقل الى فرقة أنشاد مديرية تربية ذي قار ، وبدأ بالتدريب على الآلات الموسيقية وكان في حينها بدون معلم تعلم انفرادي سوى بعض التوجيهات من الموسيقيين وبدأ العزف على الة الآكورديون، ثم العود وكذلك لعشقه لآلة الكمان تعلمها ايضاً وأصبح عازفاً عليها ، ولحبه بمعرفة اسرار الة القانون هذه الآلة الصعبة المنال في تعلمها فدفعه شوقه لمعرفتها والاختصاص في العزف عليها رغم صعوبتها في العزف .
وبعد تخرجه من معهد اعداد المعلمين عين معلماً في مدينة الناصرية في قسم النشاط المدرسي وكان فترة وجوده طاقة كبيرة من المشاريع والاعمال الفنية قام بتقديمها خدمة الى طلبة ابناء المدينة من حيث الدورات الموسيقية التي كانت تفتح وكانت أول دورة في عام 1971 وفيها الطالب علي هادي الدهش على الة الآكورديون وكذلك الفنان محمد علي طارق على الة الكمان وكاتب هذا المقال على الة العود ولكن لعدم رغبتي تعلم الة العود وحبي للآلة الكيتار ولعدم وجود دورة لتعلم الة الكيتار تركت الدورة منذ بدايتها بعد ان وضحت الآمر الى والدي الاستاذ والمربي عبد حسن المنصور وكانت النشاطات المدرسية كثيرة في زمنه، وكثرة الآمسيات والحفلات الموسيقية وقام بأحياء حفلات عديدة في الناصرية
ومن ضمنها أوبريت من كلمات الشاعر الراحل كاظم الركابي بعنوان جذور الماء يتحدث فيه عن نضال الحزب الشيوعي العراقي وحصل على الجائزة الثانية على القطر وكان من الحانه وأعماله الموسيقية .

ثم انتقل الى بغداد بعد ان نقلت خدماته من وزارة التربيه والتعليم الى وزارة الثقافة والاعلام . وتسلم قيادة الفرقة الموسيقية للآذاعة والتلفزيون وبقي فترة طويله فيها منذ 1973 _ 1988 .

لقد مثل بلده العراق في أكثر من مهرجان دولي ، وله مساهمات فنية مع أغلب المطربين العراقيين والعرب ، الفنان حسين نعمه ، سعدون جابر ، ياس خضر ، ومن العرب فهد بلان ، صباح فخري ، وديع الصافي ، سميرة سعيد ، عزيزة جلال ، دلال شمالي وغيرهم ...

ومن المهرجانات التي شارك بها مهرجان الموسيقى للمقام في لندن ، ويوغسلافيا، وأسبانيا ، وهولندا ، واليونان ، وأمريكا ، ومهرجان أورخيوس في بلغاريا ، ومهرجان في طوكيو اليابان عام 1977،ومهرجان الآغنيه التراثيه في ايران 1977 ، مهرجان برلين 1976 في المانيا ، ومهرجان الأغنية الخليجية عام 1978 اشترك فيه الفنان رياض احمد حتى ان مسؤولي المهرجان كانوا قد اشادوا بعزفه اكثر من الفناننين المصريين وذلك لميوله للحداثة والتكنيك والتقنية العالية في العزف التي يتميز بها اكثر من العازفين المصريين وكان الوحيد من الموسيقيين الذين يستخدمون المصطلحات الموسيقية الانكليزية في الموسيقى دلالة على ثقافته الموسيقية العالية ، وكان قلبه مفتوحا لمساعدة كافة الفنانيين والموسيقيين الذين يمرون بأزمات ومواقف ولازال في ذاكرتي موقفه الانساني في ذلك الوقت الذي كنت اعانيه عندما رفضت لي دعوتين فنيتين الى مهرجان جرش الدولي في الآردن وكذلك لآقامة محاضرات موسيقية في الاردن في المركز الوطني للموسيقى، ورفضت دعواتي من قبل وكيل وزارة الثقافة والاعلام العراقية حينذاك الذي لايفقه بالثقافة والفن أي شيء المدعو نوري المرسومي والذي كان عاملا لتنصيب الهواتف وفي حكومة البعث اصبح وكيلا لوزارة لآعتبارات حزبية ، وكان الموسيقار حسن الشكرجي الاخ الكبير لمساعدة كل الفنانيين والموسيقيين في ازماتهم ومعاناتهم.

وأول لحن قدمه هو عام 1968 قام بتلحينه في عمر 15 سنة وقام بتقديمه في برنامج وجوه جديدة عندما اصبح عمره 18 سنة وقامت بغناءه الفنانة أمل خضير وهي أغنية عاطفية (لالا زين عرفت غاياتك) ويعتبر دخوله الاول الى مبنى الاذاعة والتلفزيون كملحن وقد شارك في العزف مع الفرقة الموسيقية حينذاك لفرقة الاذاعة والتلفزيون .

فكان هذا الفنان الموسيقي لم تركز عليه الآضواء وان تركيز الاعلام دوماً للمطرب وليس للموسيقي ، والكل يعرف لولا وجود الموسيقي من ملحن وموزع وعازف لم تكتمل الاغنية ، ولهذا السبب يعود تردي الاغنية العراقية وخاصة بعد افتتاح قناة تلفزيون الشباب العراقية في زمن ابن الدكتاتور ( عدي ) فدخلت أنصاف الفنانين بالتلحين وشاعت الكلمات الرديئة وكثرة الغجريات مع الاغنية الشبابية .

وعانى الفنان حسن الشكرجي أسوة ببقية الفنانين العراقيين الذين عاشوا في العراق والذين كانوا تحت رحمة سيف الدكتاتور وعليه ان يكون انتاجه رهناً لآشارة وأوامر الجلاد ، لاخيار له أما أن ينفذ ما يأمر به او الموت امامه ...

وهاهو فناننا الكبير الموسيقار حسن الشكرجي مديراً عام لدائرة الفنون الموسيقية لوزارة الثقافة العراقية كما عهدناه سابقاً كله حيوية ونشاط ومن المثابرين لرفع الموسيقى العراقية عالياً وكسر طوق العزلة التي عانت منها الموسيقى العراقية في المهرجانات العالمية الفنية في العهد المقبور ، وهاهي وزارتنا الجديدة في حكومتنا المنتخبة اتحفتنا في العام الماضي بنشاطين حيويين هما ( اليوم العالمي للموسيقى) ومهرجان القبانجي الدولي ( الآول ) وكذلك صدور مجلة القيثارة التي تعنى بشؤون الموسيقى ويرأس تحريرها الموسيقار حسن الشكرجي...