موسيقا الرافدين خمسة آلاف عام من الألق

المقاله تحت باب  في الموسيقى والغناء
في 
28/09/2009 06:00 AM
GMT



بشار الفاعوري
 
ظهرت الموسيقا العراقية في الألف الثالث ق.م قبل أن تبزع شمس الحضارة , فنشأت أول آلة ونظرية موسيقية وأغنية حب في العالم انطلقت من بلاد سومر.

 

المتتبع للموسيقا العراقية في القرن العشرين يجد تقارباً وتشابهاً للموسيقا القديمة عن طريق تحوي النوتات المدونة على الرقيمات الطينية إلى ألحان....‏

 

عن هذا التاريخ من البدايات وحتى عصرنا الراهن ألقى الموسيقار الكبير والباحث الموسيقي سالم حسين الأمير محاضرة في ثقافي المزة حملت عنوان : (تاريخ الموسيقا العراقية) .‏

 

تحدث الأمير عن ارهاصات الموسيقا العراقية حيث بدأ الإنسان في الدندنة وتنغيم كلماته , وماأحيط به من أصوات كخرير الماء, هطول المطر , حفيف الأغصان, اصغائه إلى أنغام القصب والبردي منذ هبوب الرياح , فعمد إلى تصنيع الآلات فأوجدوا الطبول على اختلاف حجومها ثم الناي المصنوع من القصب وآلات النفخ المأخوذ من قرون الحيوانات كمحاضرات الآلات الوترية كالقيثارة و الجوزة و السنطور و العود وغيرها.‏

 

وأوضح الباحث أن القيثارة لعبت دوراً كبيراً في تلك الحقبة ففي عام 1927م عثرت البعثة البريطانية في ( آور) على اثنتي عشرة قيثارة مختلفة الأحجام أكبرها القيثارة الذهبية التي تحمل رأس ثور ذهبي مكونة من 11 وتراً مصنوعة من الجلد وهو نفسه السلم السباعي الذي تسير على نهجه موسيقا العالم كله , كما وجدت البعثة قيثارة فضية وأخرى نحاسية أما التسع الباقية فهن أصغر حجماً .‏

 

أما بالنسبة للجوقات الموسيقية قديماً (السومري , الاتحادي , الآشوري) أشارالأمير على وجود ثلاث جوقات الأولى الدينية تنشد فيها التراتيل في المعابد يقوم بإنشادها الكهنة والملوك ,وذكر باحث آثاري أنهم عثروا على الواح طينية تضم تلك التراتيل يحتوي كل لوح من أربعين إلى مئة سطر تمجد الآلهة والملوك كما عثر على ترتيلة في اوغاريت مكتوب على الحبة العليا النص الشعري وبأسفل الرقيم النوتة الموسيقية وقد حولتها الدكتورة (آن كليمر) استاذة اللغة السومرية في جامعة شيكاغو وتمكنت من تسجيلها غناء شرحاً على اسطوانة , الجوقة الثانية هي العسكرية تختص بالاناشيد والموسيقا العسكرية مصاحبة للجيوش , عند تقدمها للحروب تكون الجوقة في الخلف وعند الانتصار تكون في الأمام , أماالجوقة الأخيرة المدنية معنية بالأغاني وإقامة المهرجانات والأفراح.‏

 

ثم صنف حسين الآلات الموسيقية من آلات القرع والايقاع التي بدأها الإنسان بالتصفيق باليدين وضرب الأحجار إلى الآلات الهوائية مصنوعة من قرون الحيوانات والعظام والقصبات ومنها الناي والقيثارة.‏

 

كما توقف الباحث عند تاريخ الموسيقا في العصرين الأموي والعباسي التي تميزت بالاتقان ضمن مقامات وأصول وظهرت مغنيات في العهد الأموي مثل جميلة وسلامة الجيزي واتفقوا مع الفراهيدي ووضعوا العروض إلى أن انتقلت الحركة الموسيقية إلى بغداد في العصر العباسي خاصة في عهد المهدي المعروف بحبه للغناء فظهرت أسماء موسيقيين مثل أبو خالق , ابن جامع صفي الدين وابراهيم الموصلي وابنه اسحاق الذي علم زرياب الموسيقا ونقلها بدوره إلى الاندلس لتأخذ لوناً خاصاً فيها فاعتمدوا على الجواري في حفظ الأغاني والألحان.‏

 

كما أشار حسين إلى امتهان الفلاسفة آنذاك للموسيقا إلى جانب علمهم كالفارابي المعلم الثاني الذي تعمق في الموسيقا ووضع الأجناس الموسيقية وله مؤلفاته تدرس إلى الآن ومنها ( حجر مرصع) ,واستمعنا إلى مقطع من شعر الفارابي (الشوق والأمل) من تلحين سالم حسين وغناء مائدة نزهت.