المقاله تحت باب في الموسيقى والغناء في
05/10/2009 06:00 AM GMT
لاقى ألبوم "أذكريني" للفنان العراقي ماجد المهندس إقبالاً لافتًا ونفذت طبعته الأولى بعد أربعة أيَّام من الأسواق الأردنيَّة والعراقيَّة والسعوديَّة والكويتيَّة، عدا عن كونه يحقّق مبيعات جيّدة في مصر ولبنان. ويغني ماجد في جديده (أذكريني) الذي طرح في الأسواق بالتزامن مع عيد الفطر وإحتفالات المملكة العربية السعودية باليوم الوطني مختلف اللهجات. فإلى جانب لهجته الأم "العراقيَّة"، يقدم "السعودية" و"البيضاء"، و"المصرية" أخيرًا، في تمازج يجعل المتلقي أمام حالة فريدة من الغناء الطربي.
وسجّلت أغنية أذكريني التعاون الأوّل بين ماجد المهندس والفنان محمد عبده. وروى المهندس لـ "إيلاف" تفاصيل لقائه الأوّل مع فنان العرب: ألتقي فنان العرب بإستمرار في المناسبات العامة التي نقوم بإحيائها في دول الخليج، ولكنني أذكر أن أول لقاء لنا كان في مهرجان الدوحة عندما خصصت ليلة لتكريمه، وتم إختياري من ضمن عدد من نجوم الغناء لنشارك فيها من خلال أداء أغنياته. أضاف: إلتقيته لاحقًا في مناسبات عديدة وكان يشيد بإستمرار بصوتي وموهبتي، حتى تشجعت وطلبت منه لحنًا عندما تقابلنا في كواليس حفلة خاصة كنا نشترك في إحيائها، ووافق من حيث المبدأ، إلا انَّه طلب مني إيجاد النص الملائم ليلحّنه، فلجأت الى الشاعر الكبير "ساري" الذي كان منقطعًا عن الكتابة منذ فترة زمنيَّة طويلة، وأعتقد بأن آخر ما كتب كان للفنان الراحل طلال مداح.
واستذكر ماجد تفاصيل صناعة أغنية أذكريني بالقول: إستغرق الفنان محمد عبده وقتًا طويلاً بالعمل على لحن الأغنية، وعندما إختارني لأشارك معه في حلقته من برنامج تاراتاتا أسمعني جزءًا من اللحن بينما كنا نقوم بإجراء البروفات. عاد وأسمعني اللحن كاملاً عندما زرته لاحقًا في جناحه بالفندق. ونصحني بتوزيع الأغنية مع وليد فايد الذي يتعاون معه عادة في أغلب أغنياته، كما سبق لي التعاون معه في أغنيتين بألبومي السابق، وطيلة فترة عملنا على توزيع وتسجيل الأغنية كنا على تواصل دائم عبر الهاتف، حيث كان يتابع معنا جميع التفاصيل، والتغييرات التي نجريها على الإيقاعات وغيرها.
وأكد ماجد المهندس نيَّته تصوير أغنية أذكريني موضحًا أنَّ الموعد والمخرج لم يحددا بعد. وبرر التركيز على هذه الأغنية بالذات لأنها تعدّ التعاون الاوَّل له مع فنان العرب، ولأنها أغنية طويلة و"مكبلهة"، وموسيقيًا تعتبر أغنية صعبة، وكما هو معروف فإن محمد عبده من النادر أن يلحن ألحانًا خاصة لفنانين آخرين، حيث جرت العادة أن يقوم الفنانون بإختيار أغنيات من أرشيفه لغنائها.
وعن سبب حماسة ودعم محمد عبده للمهندس وليس غيره من الفنانين العراقيين، وإن كان التعاون نكاية بالفنان العراقي كاظم الساهر على خلفيَّة الخلاف الذي نشب بينه وبين محمد عبده، أجاب ماجد ضاحكًا: لا اعتقد ذلك، فأنا دومًا أغني للفنان محمد عبده أغنياته في حفلاتي في الخليج، وهو يعلم بذلك، وتصله تسجيلات من هذه الحفلات، وسمعت نقلاً عنه بأنه يحب أدائي لأغنياته، ويلمس محبتي وتقديري له ولفنه. أضاف: "من هنا حصل التقارب والتعاون بيننا، والعلاقات الإنسانية الطيبة تثمر دومًا عن مشاريع فنية، ولا أعتقد بأن أحدًا منا فكر بإغاظة فنان آخر من خلال هذا العمل".
وكان خلافًا قد نشب بين كاظم الساهر ومحمد عبده عندما اشترط الساهر لدى دعوته للمشاركة في أوبريت الجنادرية أن يكون المقطع الذي سيغنيه في الأوبريت من الحانه، فجوبه طلبه بالرفض من قبل فنان العرب.
وعن أسباب الإنفتاح الخليجي الذي بتنا نلمسه في السنوات الأخيرة على الأغنية العراقية، قال ماجد: أعتقد بأن لتغير الظروف السياسية في العراق دورًا كبيرًا في ذلك، حيث كثرت الفضائيات العراقية مما ساهم بإنتشار الفن العراقي في الخارج، كما أن حالة الحصار التي كان يرزح تحتها العراق انتهت، وأصبح بإمكان الفنان العراقي أن يسافر وينشر فنه في الخارج، أضف إلى أن أقرب الدول إلينا هي دول الخليج. كل هذه العوامل أسهمت في الإقبال على الأغنية العراقية، حيث كانت هناك حالة من التعطش لدى الجمهور الخليجي للفن العراقي الذي غاب عنه. وأضاف "غنى فنانون كبار أغنيات عراقية أذكر منهم الفنان راشد الماجد، والفنان عبد المجيد عبد الله، والفنانة ديانا حداد، والفنان حسين الجسمي وغيرهم كثر". وشرح أنَّ الانفتاح ترجم أيضًا بأغنيات خليجية قدّمها فنانون عراقيون بأصواتهم.
والمستمع لألبوم اذكريني يلحظ التطور الموسيقي الذي ينتهجه المهندس في اغنيات الالبوم الاثنتا عشر، اضافة إلى موال "الوطن" الذي يقدمه مناجيًا به وطنه، منتقلاً الى اجواء الطرب عبر اعادة تقديم اغنية "الميجانا" لسعدون جابر بتوزيع موسيقي جديد، قبل ان يقدم شكواه كعاشق في اغنيه "اللهم يطولك يا روح" التي يقدم بها الشاعر حامد الغرباوي والملحن عبد القادر الهدهود لجمهوره، مكررًا التعاون مع حامد الغرباوي في اغنيه "يا ناس" التي لحنها علي صابر، بينما تأتي اغنية (حمودي) كشعلة فرح في الالبوم.
ولفت ماجد إلى أنَّه واجه صعوبة في تحديد الأغنيات التي لاقت رواجًا أكثر من غيرها، ولمس من خلال المحيطين به والاتصالات التي ترده من الأصدقاء والمعجبين أنَّ لكل شخص أغنية مفضلة تختلف عن الآخر، وبرأيه أنَّ هذا دليل على نجاح أكثر من أغنية من العمل.
وأوضح الفنان العراقي أنّ "من بين الناس من أحب (أذكريني)، وبينهم من أحب (الندامة) وهي أول أغنية في الألبوم، وهناك من أحب أغنية (حمودي) وإعتقدوا بأنها مغناة لإبني محمد، وهناك من أحب الأغنية التراثية (الميجانا) التي جددتها من أرشيف الفنان القدير سعدون جابر. وكانت المحصلة أن الناس أحبوا العمل ككل".
واستطاع المهندس ان يثبت لنفسه ولجمهوره وللنقاد والعاملين في الساحة الفنية انه متفرد صوتًا واحساسًا واختيارًا لأغانيه. وتنوّعت اللهجات في الألبوم الجديد، فكان للهجة البيضاء نصيب في أغنية "شلونك حبيبي" من كلمات فائق حسن وألحان احمد محيي. أمَّا أغنية "صباح الخير" للشاعر والملحن ناصر الحربي، فأثبتت تميّز الألبوم عن المألوف على الساحة الفنيَّة، وقدّمها ماجد بصورة مختلفة تبدأ برائعة فيروز (فايق يا هوا.. من كنا سوا)، وتمهّد المستمع لاستقبال حالة وصف غنائي لعاشق في قمة الرومانسية لمحبوبته.
أما أغنية "ما صدقت" للأخوين تركي وطارق محمد، لا تفارق اثير المحطات الخليجية. وتعاون المهندس في جديده مع الموسيقار صلاح الشرنوبي، فأعادا كلاسيكيات الغناء الطربي في اغنية "فرصة اخيرة" التي صاغ الشرنوبي موسيقاها على كلام "وليد زريقة".
|