المقاله تحت باب في الموسيقى والغناء في
27/10/2009 06:00 AM GMT
عمر محمد فاضل
منذ أكثر من أربعة الآلاف وخمسمائة سنه عرفت الحضارة الإنسانية أول آلة موسيقية استخدمها الإنسان ، وكان ذلك في الفترة الآكدية الأولى في مقبرة في أور اكتشفها 0 (السير ليونارد وولي) الآلات الموسيقية السالمة وتشمل قيثارتين وأربع ربابات محفوظة بشكل جيد واهم قيثارة جاءت من قبر الملكة (شبعاد) وقد ثبت عليها إحدى عشر وترا إلى أعلى بمسامير ذات رؤوس ذهبية0 لقد انتاب الملوك الأشوريين الخوف من الموت بصفة دائمة وهذا هو السبب الذي جعلهم يضعون عند مداخل قصورهم ثيرانا هائلة ذات رؤوس بشرية وظيفتها حراسة الملك وانتقل هذا السياق إلى وضع رؤوس الحيوانات على الآلات الموسيقية فقد كان الاعتقاد السائد أن الناطق بالآلة هو ذلك الحيوان الذي قد يكون ألها أو قائدا أو سدن من سدنة المعابد00
فقد احتل عرش أشور مائة وستة عشر ملكا إحدى عشر ملكا من أكد وخمسة من سلالة أور الثالثة وإحدى عشر ملكا من سلالة بابل الأولى ، وكانت سمات تلك السلالات اهتمامها بالفن الذي ظهر جليا في النقوش والتماثيل في المعابد والآلات الحربية والموسيقية التي كانت ترافق الملوك وأهمها تلك الآلة التي بقيت مدار جدل بين الأوساط المتخصصة بهذا المجال الفن والموسيقى والتاريخ0 وبالرغم من أن تلك الآلة بدائية بفكرتها وطريقة صنعها لكنها تشكل الحجر الأساس لعلم الموسيقى باستخدام الوتر وإنطاقه موسيقيا 0 و أصبحت هذه الآلة مفتاح لصناعة لكل الآلات الوترية في العالم فعندما تفتح صندوق البيانو تجد القيثارة مضطجعة أفقيا بداخله والمطارق المحورة تقوم بالضرب عليه والتي كان يستخدمها قديما الموسيقيين0 والصندوق الصوتي للعود هو نفسه صندوق القيثارة والذي يقوم بإخراج الموجات الصوتية إلى الفضاء الخارجي00 أما الأوتار وعددها وان اختلفت مرة ثمانية وأحدى عشر تارا أخرى فإنها تتناسب جدا مع السلم الموسيقى واحتياجاته00 بلا شك هناك محاولات كثيرة لدراسة هذه الآلة ولكنها بقيت نظرية في طرحها واهتم الآخرون بتعقب تطور تلك آلة إلى الآلات أخرى بدأت بحمل أسماء اخرى0 فالآلة السمسمية المنتشرة في شمال إفريقيا هي مصغر لآلة القيثارة السومرية، وآلة الهارب الأوربية بالبدلات هي آلة القيثارة السومرية المتطورة، وآلة البيانو هي القيثارة بعينها مضافة إليها كما ذكرنا آليات الطرق وآلة السنطور هي أيضا آلة القيثارة ببعض الإضافات أما آلة القانون فهي آلة القيثارة المثالية بعد إضافة العرب واستعمال الريش القاسية 00
لقد تم صناعة آلة القيثارة السومرية عام 2000 بشكلها البدائي وبقياساتها الكبير حيث شاركت في مهرجان دبي لنفس العام واقتنتها احد المعجبات وحولتها إلى قطعة وتحفة في بيتها 0 ومن الطريف أن من ألح باقتنائها ليس موسيقيا أو باحثا بهذا المجال بل راغبا بشرائها كقطعة فنية وتحفة جميلة ، وتتهافت المؤسسات التي تحمل اسم القيثارة على طلب هذه الآلة واهتمام بها0واستعمل في صناعتها مواد كثير من المعادن والأخشاب الثمينة وورق ماء الذهب والفسيفساء والبلور والخرز وحسب المواصفات المطلوبة وعام 2001 تم صنعتها خصيصا لفرقة زرياب الموسيقية بقيادة المايسترو رعد خلف وشاركت معه بأداء جيد وراقي0
اليوم أنجزت صناعة الآلة القيثارة كما اكتشفها ( السير ليونارد وولي) مضافة إليها مفاتيح العرب التي تجعل الآلة ترافق الإلحان الأخرى والعربية التي فيها ربع الصوت كما يعرفها الموسيقيين0
|