المقاله تحت باب في الموسيقى والغناء في
16/11/2009 06:00 AM GMT
في حياة هذا الفنان الكبير الكثير من المفارقات فموهبته في العزف على الة الايقاع تعدتها للعزف على الة القانون التي تعلمها على يد والده المرحوم عازف الايقاع الشهير عبد الاحد جرجيس.
ومن عزفه بزي المدرسة الابتدائية مع المطرب محمد عبد المطلب في العام 1949 في بغداد حتى حصوله على لقب (ملك الطبلة في العالم) العام 1984 في باريس ومواكبته العزف مع اشهر المطربين العراقيين والعرب ما يدلنا على تفرده ونبوغه الفني (الفطري) واستمراريته في عطائه الابداعي برغم تقاعده وظيفيا عبر هذا الحوار... *ما هي الاضافة الفنية عبر هذا العمل الفني الذي يمتد لاكثر من نصف قرن في حياتكم الموسيقية؟ ـ لعل ابرز اضافة فنية هي ادخال (الصولو) الايقاعي لاول مرة قبل واثناء الانتقالات الموسيقية في معظم الاغاني العراقية وحتى العربية منها وتشكيل فرقة الايقاعات العراقية بمشاركة الفنان الراحل منير بشير ومشاركتها الكبيرة في المهرجانات العربية والعالمية التي اثمرت عند حصولي على لقب ملك الطبلة في العالم في مهرجان الرين العام 1984 في باريس وذلك بحسب اللجنة التحكيمية المشرفة على المهرجان وبمشاركة (40) فرقة ايقاعية من مختلف انحاء العالم. *كيف يمكن ان تحمل كل هذا العطاء الفني ومدى التاثير الاول في شخصيتك الفنية؟ ـ ان كان الفضل الاول في انعاش الذاكرة فيعود لوالدي المرحوم عبد الاحدجرجيس عازف القانون الشهير الذي تعلمت منه الكثير في فنه والتزامه وابداعه الذي اسبغ على شهرتي حتى انه كان يتعجب كثيرا وانا في صباي للعزف على الة القانون ومن ثم (دوزانه) وتهيئة له عندما كان يحضر لحفلاته الموسيقية سواء في الاذاعة او الجلسات الخاصة وانا في هذا العمر المبكر كما ان هذه المرافقة حققت لي مبتغاي الفني واتقاد موهبتي واشباع رغبتي في العزف على الة (الايقاع) التي لم تأت بالمصادفة كونها كانت تمثل لي البداية عندما كنت (اعزف) على الرحلة المدرسية كخزين موسيقي للانغام التي اسمعها فتشكل لي حاميا لامناص من ان اتخلص منه لشغفي العالي في الموسيقى واعجابي المطلق باداء العازف الفنان الراحل حسين عبد الله وشرائي الة الايقاع (الطبلة) الشعبية انذاك والعزف عليها بذلك العمر المبكر كما ذكرت وان الطفرة الفنية الاهم في حياتي الفنية وبدون سابق تخطيط وانا ابن الاربعة عشر ربيعا هي زيارة الفنان الراحل (محمد عبد المطلب) في العام 1949 الى بغداد وصادف ان غاب عازف الايقاع لاسباب شخصية مع الفرقة فلم يكن من والدي الا ان يزجني مع الفرقة والعزف على الة الايقاع بعد اقناعي بانني يمكن ان اتمكن من العزف وبعد محاولات كبيرة عزفت مع الفرقة مرتديا زي المدرسة الابتدائية وغنى حينها عبد المطلب اغنياته الشهيرة ودع هواك، ساكن في حي السيدة، بياع الهوى وغيرها من الاغاني واجتزت هذا الاختبار العصيب بنجاح بعد ان قبلني جميع من كان في الفرقة وعلى رأسهم عبد المطلب الذي تنبأ لي بمستقبل كنت وما زلت عليه الان. *وماذا عن مراحل دخولك الى الاذاعة والتلفزيون، وادائك مع المطربين العراقيين والعرب؟ ـ انظمت الى الاذاعة في العام 1956 وكانت تسمى فرقة الاذاعة الرئيسة ومشاركتي لها في جميع اعمالها الفنية وبعمر 18 عاما عندما كان البث التلفزيوني حيا حينذاك بعد دخوله الى العراق عن طريق المعرض البريطاني حيث عزفت لاول مرة مع الفرقة رسميا مع المطرب الراحل حضيري ابو عزيز بعد ان انهى الملك فيصل الثاني كلمته بتلك المناسبة ومن ثم العزف للفنانين ناظم الغزالي وعفيفة اسكندر من ذلك اليوم وبراتب اسبوعي قدره ديناران فقط وتوالت بعدها المشاركات المحلية والخارجية لمعظم البلدان العربية والعالمية والعزف مع موسيقيين عراقيين امثال رضا علي، عباس جميل، نرجس شوقي، مائدة نزهت، فاضل عواد، سعدون جابر، ياس خضروغيرهم وكذلك مع مطربين عرب مثل سعاد محمد، صباح، نجاة الصغيرة، فائزة احمد وايضا غيرهم الكثير.. * ما هي المحطة الابرز في ذاكرتك الفنية؟ ـ الحفلات الموسيقية والغنائية التي كانت تقيمها شهريا (قاعة الرباط) التي حملت اسم قاعة الشهيد عدنان حاليا خاصة مع الفنان الكبير حسين الاعظمي بفرقة المقام العراقي التي استمرت لاكثر من 35 حفلة واغنية وطنية ظلت راسخة في ذاكرتي الفنية كتبها الشاعر الكبير حامد العبيدي بعنوان (اصلي واصلك عراقي) وهي تتحدث عن تاريخ جميع مدن العراق. *ممن تالفت فرقة الايقاعات العراقية وبماذا يتميز الايقاع العراقي دون غيره؟ ـ تتالف الفرقة من خمسة اعضاء وعازفين لآلات موسيقية معروفة عراقيا وعالميا هي (الطبلة، الخشبة، الرق (الدف)، النقارة العراقية، الطبل ايقاع الجوبي وان ميزة الايقاع العراقي تتجسد في عزف اللون الموسيقي الايقاعي (الجورجينا) الذي لم يتمكن الى الان اشهر العازفين من عزفه سواء على المستوى العربي والعالمي معا... *عبر هذه المسيرة الحافلة بالعطاء الفني ماذا قدمت المؤسسات الثقافية والفنية العراقية بعد المتغيرات الاخيرة. ـ لقد تقاعدت وظيفيا ولم اتقاعد فنيا بدليل مشاركتي مع الفرق الفنية الحالية ولدي من العطاء المزيد وان المؤسسات الثقافية والفنية لم تاخذ دورها في استذكار الفنانين الرواد سوى مؤسسة المدى الثقافية وذلك بشمولي بصندوق التنمية الثقافية اسوة بزملائي من الفنانين كبار السن!...
|