استعملت
منذ العصر القديم في العراق وتحديدا بين 1950-1530 ق.م تقريبا، وقد اثبت ذلك
وجود دمية طينية في المتحف العراقي تمثل شخصا واقفا يضع تحت إبطه الأيسر الطبلة
ويقرع عليها بكفه اليمنى، وهي نفس الطريقة المستعملة من قبل عازفي الطبلة حاليا.
هناك نوعين من الطبلة الأولى اعتيادية، حيث يصنع جسمها من الفخار أو الخشب
وتكون كبيرة وتجويفها واسع، أما شكلها فيشبه القمع تقريبا، لها فتحتان الأولى
وهي الأوسع محيطا ومساحة تغطى برقيقه من جلد الحيوان التي يستخدم العازف يديه
بالنقر أو الضرب عليها، أما الفتحة الثانية وهي في نهاية الطبلة تبقى مفتوحة من
دون غطاء وذلك للسماح بخروج الصوت منها.
أما النوع الثاني فهي مصنوعة من المعدن، وتتحكم بشد رقيقة الجلد مجموعة من
المفاتيح بشكل (مسامير لولبية) وهي محاولة لتطوير الطبلة الاعتيادية إلا إنها
فقدت خاصية رنين صوت القرع عليها، وهي تستخدم في البلاد العربية ومهما تنوع
تسميتها إلا إنها تقوم بمهمة واحدة، ألا وهي ضبط الإيقاع.
الدربكة هي إحدى الآلات الإيقاعية المنتشرة في البلدان العربية و تركيا ، و هي
آلة قديمة عرفها البابليون و السومريون منذ عام 1100 قبل الميلاد يصنع جسم
الدربكة من الخزف أو الخشب و يشد على الطرف العريض منها سطح جلدي أو بلاستيكي
يمسك العازف الدربكة تحت ذراعه و ينقر على سطحها بكلتا يديه ، و يتم النقر على
وسط السطح أو على طرفه لإنتاج الصوتين المختلفين المستخدمين في الإيقاع دم تك
استخدم هكتور برليوز الدربكة في إحدى أوبراته في عام 1890 و كذلك استخدمها
المؤلف الموسيقي دوريس ميلهاود في عام 1932
آلة موسيقية إيقاعية لها أشكال
عديدة و متنوعة ، و بشكل عام يتكون الطبل من الجسم الذي يكون على شكل اسطواني
عادة و من سطح أو سطحين من الجلد المشدود على طرفي الجسم يتم الطرق عليهما
لإنتاج الصوت
و للطبل تاريخ قديم ، فهو معروف منذ عام 6000 قبل الميلاد وكان للطبل أو بعض
أنواعه منزلة كبرى عند قدماء السومريين والبابليين في بيوت الحكمة وفي الهياكل
الدينية وكان صوت الطبل الكبير بالاق يعني دعوة الآلهة لأن يفرض هيبته على سكان
الأرض لكي يسمعوا صوته ويخشعوا لسماعه لأنه الملهم لسائر أعمال الخير والمبرات
وكانوا يخصصون للطبل الكبير المقدس الذي لا يفارق الهيكل حارساً برتبة كاهن
عظيم حتى أن لقب حارس الطبل المقدس كان يعتبر من أهم الألقاب أما اسم الطبل
العادي فهو في اللغة السومرية القديمة أب بضم الهمزة وفي اللغة الأكادية
السامية أوبو أو ابو وإذا أضيفت للاسم لفظة تور وتعني في اللغة السومرية صغير
وأصبحت كلمة أوب تور أي الطبل الصغير أو الدربكة وكثيرا ما كان يضاف إلى اسم
كلمة سو السومرية التي تعني جلد هذا إذا دخل الجلد إلى صناعة الطبل والبالاق
طبل كبير مشدود عليه جلد من الجهتين ضيق الخصر وتبين الصور القديمة أنه كان
يحمل على الكتف بواسطة حزام من الجلد
وكان لهذا الطبل الكبير أهمية كبرى في موسيقى الهيكل وفي الموسيقى المدنية
والعسكرية على السواء وكان يصنع أحياناً من خشب الأرز الثمين تقديراً لقيمته
ومن أنواع الآلات الإيقاعية أيضا طبل مصنوع من النحاس يسمى في اللغة السومرية
القديمة دوب وقد تسربت هذه الكلمة مع الزمن إلى مختلف الأمم فقلبها الهنود إلى
دودي أو بدبديكا وفي القوقاس طبل يدعى دوبدبي حتى في اللغة الهنغارية الحديثة
يسمى الطبل دوب ومما تجدر ملاحظته أن كلمتي بالاق ودوب كانتا تستعملان بمعنى
رمزي مطلق فتعنيان الندب والصوت الحزين مما يدل على الصلة الوثيقة بين الفن
الموسيقي والشعور الإنساني منذ أقدم العصور
أما أكبر الطبول القديمة فهو ما كان يسميه السومريون آلا و قد يصل قطره أحيانا
إلى مترين وكان يعلق بعامود أو يوضع على منصة ويقرع باليدين أو بالعصا وأحياناً
يحمله رجل مختص بينما يحمله رجلان واحد من كل جهة ويرافقهما عازف البوق أو
الناي وهذه الصورة وجدت في بقايا مدينة كركميش أي جرابلس السورية ومن أهم أنواع
الطبول طبل يسمى ليليس وهو طبل يشد عليه جلد ثور من جهة واحدة وقد وصفت اللوحات
التي وجدت في وركاء آريك في العراق طريقة صنع هذا الطبل البرونزي وتغطيته بجلد
الثور ويشترطون في هذا الثور أن يكون لا عيب فيه ولم يعلق نير على رقبته وفي
مراسم ذبحه أن تقام الصلوات ويرش بالماء المقدس وهنا يشترك الكهنة في وضع صور
الآلهة ضمن الطبل ثم يحرق قلب الثور ويجفف جلده وينشر على الهيكل البرونزي
للطبل ويعالج الجلد بالدقيق الناعم والخمر والدهن والطيب وبعد أسبوعين يعاد
الاحتفال ويقرع الطبل للمرة الأولى في هيكل الآلهة العظام لكي يرفع إليهم أصوات
الناس ضمن صوته العظيم ويثير في هؤلاء الشعور بالارتفاع نحو السمو والأعالي
و في أغلب مناطق أفريقيا نجد أن الطبل يشكل الأداة الموسيقية الأكثر أهمية و
انتشاراً و يستخدم في كافة الطقوس كما يستخدم لإرسال الإشارات لمسافات بعيدة
يستخدم الطبل الآن في فرق الآلات النحاسية و يلعب دوراً أساسياً فيها