حضرة الاستاذ هاشم الطويل المحترم
ردا على ما تناولته مقالتك حول ضياع الفن العراقي المعاصر في سومر( قاعة الرمانة ) وما ترتبت على ذلك من اخطاء بقصد او دون قصد متهما اياهم بمناصرة الاحتلال والغاء هوية الفن العراقي المعاصر.
في البداية احب ان اؤكد اليك ان الفنانين( قاسم سبتي, حيدر علي, هناء مال الله) هم مقيمين في العراق.
لقد كان في مقالتك خلط تام في الاوراق بين كفتين لا تنتمي الواحدة للاخرى فأين نحن من( عصام الباشا, وندى القرغلي,وليلى كية وفرادي) البعيد عن واقع العراق وفنه واين (قاسم سبتي, وحيدر علي, وهناء مال الله, ومحمد الشمري, ونزار يحيى, وغسان غائب) المقيمين في الاردن والذين على تماس مباشر من واقعنا المؤلم والذين يحملون مستويات عالية وليس متوسطة في خارطة الفن العراقي المعاصر فكما معروف ان الاستقرار هو حاضن الفن ودافعه الاساس نحو التطور واعني الاستقرار حالة الانسجام والامان وتصدر الفرص وانفتاح الفضاء على المنافسة المشروعة ان هذه الاشتراكات غير متوازنة حاليا لمعظم فناني الداخل مع اقرانهم في الخارج والذي نقر ان الفن العراقي المعاصر يمر في حالة فقدان توازن وعدم وجود منافذ مشروعة ليتنفس ويبدع ويشع في العالم وهذه نقطة سلبية عليكم فبدلا من احتضان الفن في اوقاته هذه العصيبة وايجاد له فرص للانتشار ودعمه حتى لو كان معنويا لا الى مهاجمته وكبت جماحه عندما يخرج الى النور.
اذن المبدع العراقي يخرج من الرماد ليحقق مؤثراته الابداعية على الرغم من مجمل الاحباطات والانتهاكات اليومية والذي يجعلنا ان نقر ان الفن العراقي المعاصر في مخاض عسير لانه اصبح تاريخ افراد لعدم وجود تجمعات مقنعة او مؤسسات دافعة او قوى ساندة نتيجة فقدان الدعم من الخارج والداخل نتيجة الفوضى وعدم الاستقرار حيث ان المعارض الجماعية على قلتها في الاونة الاخيرة لم تجري بشكل فعال ومؤثر نتيجة ما اسلفت. فكان لابد للفنان ان يبحث عن فرصة تحت هذا الانهيار والذي حصل مع السيد(بيتر فولك) الذي اراد ان يحتضن مجموعة من الفنانين واقتناء اعمالهم. واعتقد انها فرصة ذهبية وسط هذا الخراب ان تعرض اعمالك في امريكا.
مما تقدم يحضرني سؤال ملح ما المشكلة من التعامل مع شخص يهودي يريد عرض ما تعانيه في بلد مثل امريكا؟. المؤسف جدا هو التشكيك في وطنية هؤلاء الفنانون ( قاسم سبتي, وحيدر علي, ومحمد الشمري, نزار يحيى, ودلير شاكر, وغسان غائب) لان ما يحمله هؤلاء من خطاب حقيقي واقعي عن الفن المعاصر في العراق والذي يميز اعمالهم من احساس عالي بالحرفة ممزرجة بانفعال عالي والتي نحن الان ليس بعددها بقدر ما يهمنا سلوك وانتماء هذه الاعمال الى تاريخ الفن المعاصر الذي يمتد الى اكثر من نصف قرن حيث تتمتع هذه الاعمال بمحاكاة الواقع العراقي واقع الحرب كاسباب ومعطيات بل تتعدى وتراهن على مرجعية الخطاب العاطفي والفلسفي لموضوع العراق الى وصل الى المسخ. اما المحور الثاني فهي تبحث عن الذات الضائعة بين انياب العولمة وقتامة مستقبلنا المجهول ان ما وجدته في مقالتك تحذر طائفي اوما يعرف بمعاداة السامية والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل من ممانعة من عرض واقعنا المؤلم قبل يهودي كان ام مسيحي؟ هل هناك ما يمنعان من عرض اعمالنا في امريكا ان كان الجواب بنعم فيجب عليك الخروج فورا من امريكا لانه بلد ينتمي لليهودية ويناصرها اضافة الى ما فعلته امريكا بالعراق. ان ما فعله هؤلاء الفنانون لايجاد قيم اعتبارية للفن العراقي المعاصر وانقاذه بعد حالات الانكسار والتراجع والدمار لايهم في ذلك من عرض مع اشخاص مثل الباشا وكبة وفرادي طالما ان الذي مايطفو فوق البحر هو الزبد واللي يريد يتعلم السباحة عليه ان يغرق في دجلة.
هذا غيض من فيض وعليك ان تعرف بعيدا عن التنظير ماعاناه هؤلاء من حاجات الوجود الانساني والحصار (وحسبي لا تجدي تراتيل الوجود وحسبك ادركت معنى الوجود).................... محبتي
النحات
علوان العلوان
بغداد 7/ 1/ 2007 |